للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإليه يعزى] (١). وقال: [كل من نقل عنه في مسألة بيان حد في السؤال، كان ذلك بمثابة نصه في كل الأحوال] (٢).

وثانيهما: أن ذلك لا يكون مذهبه ولا تصح نسبته إليه، وقد اختار ذلك أبو بكر أحمد بن محمد الحلال [ت ٣١١هـ] (٣)، وغلامه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر [ت ٣٦٣هـ] (٤)، واستدل لهذا الوجه بأن ما ينقل على الكيفية المذكورة لا يعدو أن يكون ظناً وتخميناً ومن الجائز أن يعتقد الإمام خلافه، وربما أراد غير ما ظهر للراوي، بخلاف حال الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم (٥).

ووجهة نظر ابن حامد قياس حال التلاميذ مع الإمام، على حال الصحابة مع النبي- صلى الله عليه وسلم- فكما أن ما تفسره الصحابة في نقلها عن النبي


(١) تهذيب الأجوبة ص ٤٢.
(٢) المصدر السابق ص ٤٣.
(٣) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون المعروف بالخلال. من أهل بغداد. تلقى علومه عن جماعة من أصحاب الإمام أحمد- رحمه الله-. تنقل في البلدان لجمع مسائل الإمام أحمد، فحصل بذلك على فقه كثير. وله فتاوى كثيرة تدل على حدة ذهنه. عرف بالزهد والورع. توفي ببغداد سنة ٣١١.
راجع في ترجمته: طبقات الحنابلة ٢/ ١٢ والمنهج الأحمد ٢/ ٨، وشذرات الذهب ٢/ ٣٦١، والأعلام ١/ ٢٨، وتاريخ التشريع الإسلامي للشيخ محمد علي السايس وجماعته ص ٢٩٧.
(٤) تهذيب الأجوبة ص ٤٣ وصفة الفتوى والمفتي والمستفتي ص ٩٦، وغلام الخلال هو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد البغوي. من أهل بغداد، وكان من مشاهير علماء الحنابلة. أخذ العلم عن طائفة من مشهوري أهل زمانه، وكان من أبرز شيوخه أبو بكر الخلال. وقد سمي عبد العزيز غلام الخلال لكثرة ملازمته لشيخه المذكور. كان موثوقاً به في العلم، كثير الرواية، وله اجتهادات في المذهب وغيره. وقد خالف شيخه الخلال في طائفة من المسائل. توفي سنة ٣٦٣هـ.
من مؤلفاته: الشافعي، والمقنع، والخلاف مع الشافعي، وكتاب القولين، وزاد المسافر والتنبيه وغيرها.
راجع في ترجمته: طبقات الحنابلة ٢/ ١١٩، والمنهج الأحمد ٢/ ٦٨، وشذرات الذهب ٣/ ٤٥، والأعلام ٤/ ١٥.
(٥) صفة الفتوى ص ٩٦.

<<  <   >  >>