للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكثيرين منهم، مما يجري مجرى النص (١).

٢ - مفهوم المخالفة: وهو ما دل عليه اللفظ غير محل النطق، وكان حكمه مخالفاً للمنطوق (٢). وعلى ما عبر عنه الآمدي (٣) فإنه [ما يكون مدلول اللفظ في محل السكوت، مخالفاً لمدلوله في محل النطق] (٤) أو هو [الاستدلال بتخصيص الشيء بالذكر على نفي الحكم عما عداه] (٥)، ويسمى مفهوم المخالفة لمخالفة حكم المسكوت حكم المذكور، ويسمى أيضاً دليل الخطاب (٦). ويطلق عليه الحنفية اسم المخصوص بالذكر (٧). ويعود ذلك إلى أن المنطوق يتضمن قيداً معتبراً في الحكم، فينتفي الحكم في المسكوت عنه لانتفاء ذلك القيد (٨).


(١) وقد يكون المفهوم قطعياً أو ظنياً تبعاً لقوة المعنى وشدة مناسبته للفرع.
لاحظ: شرح العضد على مختصر المنتهى ٢/ ١٧٣.
(٢) شرح العضد على مختصر المنتهى لابن الحاجب ٢/ ١٧٣.
(٣) هو سيف الدين علي بن أبي علي بن محمد التغلبي الآمدي الحنبلي ثم الشافعي، جمع بين الحكمة والمنطق والكلام، والأصول والفقه، وبرع في الخلاف، وكان من الأذكياء، قيل عنه إن لم يكن في زمانه أحفظ للعلوم منه، ولد بآمد وأقام ببغداد، ثم مصر، وكانت وفاته بدمشق سنة ٦٣١هـ، ودفن بسفح جبل قاسيون.
من مؤلفاته: غاية المرام في علم الكلام، ودقائق الحقائق في الحكمة، والإحكام في أصول الأحكام في أصول الفقه وغاية الأمل في علم الجدل وغيرها.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ٢/ ٤٥٥، مفتاح السعادة ٢/ ٥٥، شذرات الذهب ٥/ ١٤٤، معجم المؤلفين ٧/ ١٥٥.
(٤) الأحكام ٣/ ٦٩.
(٥) المستصفى ٢/ ١٩١.
(٦) الإحكام للآمدي ٣/ ٦٩، المستصفى ٢/ ١٩١، شرح مختصر المنتهى للعضد ٢/ ١٧٣.
شرح الكوكب المنير ٣/ ٤٨٩، البحر المحيط ٤/ ١٣، وفي الكوكب المنير أنه سمى دليل الخطاب، لأن دلالته من جنس دلالات الخطاب، أو لأن الخطاب دال عليه، أو لمخالفته منطوق الخطاب.
(٧) الفصول في الأصول للجصاص ١/ ٢٩١، كشف الأسرار للبخاري ٢/ ٤٦٥.
(٨) تفسير النصوص للدكتور محمد أديب صالح ١/ ٦٠٩.

<<  <   >  >>