للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد استبعد جمهور علماء الشافعية أن يكون ذلك معدوداً في المذهب (١).

٥ - ومن ذلك في مذهب أحمد- رحمه الله- أن الترتيب في الوضوء واجب، وقال في المغني: لم أر فيه اختلافاً، وهو مذهب الشافعي وأبي ثور (٢) وأبي عبيد (٣). لكنه ذكر أن أبا الخطاب حكى رواية أخرى عن أحمد أنه غير واجب وهو مذهب مالك والثوري (٤) وأصحاب الرأي، وآخرين من السلف (٥).

وما ذكره ابن قدامة من حكاية أبي الخطاب هي تخريج له، وافقه عليه ابن عقيل، عن طريق القياس. ذلك أنه نقل عن أحمد أن الترتيب بين المضمضة والاستنشاق غير واجب، فقاس أبو الخطاب سائر أعضاء الوضوء


(١) = راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ١/ ٥١، وطبقات الشافعية الكبرى ٢/ ١٠٣، ومعجم المؤلفين ١/ ١٤٩.
() المجموع ٢/ ٢٣٥.
(٢) هو إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي. كان من الفقهاء المعروفين، ومن أصحاب الشافعي. توفي سنة ٢٤٠هـ وقيل سنة ٢٤٦هـ. له مؤلفات عدة، منها اختلاف مالك والشافعي.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ١/ ٧، وشذرات الذهب ٢/ ٩٣، والأعلام ١/ ٣٧.
(٣) الظاهر أن المراد من ذلك هو علي بن الحسين بن حرب الملقب بأبي عبيد. كان فقيهاً مجتهداً من أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، وكان قاضياً. ولد ببغداد وتوفي فيها سنة ٣١٩هـ.
راجع في ترجمته: شذرات الذهب ٢/ ٢٨١، والأعلام ٤/ ٢٧٧.
(٤) هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الكوفي. كان من أئمة علماء زمانه في الفقه والحديث والتفسير. وأحد كبار المجتهدين. عرف بورعه وزهده وكونه ثقة فيما يرويه. توفي في البصرة سنة ١٦١هـ على الصحيح.
من مؤلفاته: الجامع الكبير، والجامع الصغير في الحديث، وكتاب الفرائض. وجمع له بعضهم كتاباً في التفسير، مما تناثر من أقواله في ذلك، في كتب التراث.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ٢/ ١٢٧، والجواهر المضية ٢/ ٢٢٧، والأعلام ٣/ ١٠٤.
(٥) المغني ١/ ١٣٦.

<<  <   >  >>