للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: (الولد للفراش) (١)، فلم يثبت نسبه منه إلا بدعواه، مع أن النص العام (الولد للفراش) جاء بسبب وليدة زمعة، وكانت أمة موطوءة (٢) ويعزو الغزالي في المستصفي إخراج أبي حنيفة ولد الأمة من العموم لعدم علمه بالسبب (٣). لكن الحنفية يرفضون نسبة مثل هذا الأصل لأبي حنيفة، وإن كانت نسبة الفروع الفقهية إليه صحيحة. لكنهم يؤلونها بطائفة من التأويلات التي تبعد نسبة هذا الرأي عن إمامهم (٤).

٦ - ومثل ذلك يتحقق حتى في القواعد والضوابط الفقهية. ومن أمثلة ذلك أن المسائل الاثنى عشرية (٥) المختلف فيها بين أبي حنيفة – رحمه الله-


(١) = أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين. (٦) والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين. (٧) ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين. (٨) والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين (٩)).
وقد ذكر أكثر من سبب لنزول هذه الآية، ومنها ما أشار إليه الغزالي.
والعجلاني هو عويمر بن نصر. وفي صحيح البخاري ماي شهد لذلك. وقد نقل عن السهيلي أنه قال: إنه الصحيح، ونسب غيره إلى الخطأ (تفسير آيات الأحكام ٣/ ١٣٥).
وانظر الروايات بهذا الشأن في تلخيص الحبي ر- كتاب اللعان ٣/ ٢٢٤ ومابعدها.
() (الولد للفراش وللعاهر الحجر) جزء من حديث رواه الشيخان عن أبي هريرة، وقال المناوي: وهو متواتر فقد جاء عن بضعة وعشرين صحابياً (كشف الخفاء ومزيل الإلباس ٢/ ٤٥١)، لاحظ قصة الحديث في البخاري وشرحه فتح الباري ١٢/ ٣٢. فقد جاء بشان الاختلاف في إثبات نسب ولد جارية زمعة، فقد ادعاه سعد بن أبي وقاص لأخيه عتبة، وادعى عبد بن زمعة أنه (أخوه) وابن جارية أبيه وقد ولدته على فراشه.
(٢) المنخول ص ١٥١ و١٥٢.
(٣) المستصفي مع فواتح الرحموت ٢/ ٦١.
(٤) التحرير لابن الهمام بشرح التقرير والتحبير ١م٣٦، وبشرح تيسير التحرير ١/ ٢٦٥.
(٥) المسائل الإثنا عشرية هي إثنا عشر فرعاً، فقهياً جلس فيها المصلى الجلسة الأخيرة قدر التشهد ولم يسلم، ثم حدث ما يفسد الصلاة، فعند أبي حنيفة أن صلاته تفسد كما =

<<  <   >  >>