للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنه قرابة عشرين من الثقات الأثبات، وعلى رأسهم البخاري، مثل ابن الجنيد الخُتُّلي، وابن مَتَّوَيْهِ الأصبهاني، وابن أبي عاصم، وأبي عَروبة الحراني، وزكريا الساجي وغيرهم -! ممن ذكرهم الحافظ المزي في "تهذيبه".

٢ - قوله فيه: "ومن وثقه بعده فقد تابعه ... "! قَلْبٌ متعمد منه للواقع؛ فإن ممن وثقه: البزار في "مسنده" كما في "التهذيبين"، والبزار توفي سنة (٢٩٢)، وابن حبان سنة (٣٥٤)!!

٣ - قوله: "وهو من رجال البخاري"! وجه القلب للحقيقة فيه: أن الحق أن يقول: "وهو من شيوخ البخاري"، وذلك لأنه أفيد للقراء، ثم هو به يدفع عن نفسه دمغه بأنه متجاهل! وهيهات هيهات!!

وثاني ما فاجَأَنا به من تلك الأمثلة: الوليد بن سريع، قال:

"روى مسلم له، ولم يوثقه غير ابن حبان"!

قلت: أقول في الجواب عن هذا المثال نحو ما تقدم في الذي قبله:

١ - قد روى عنه عشرة أكثرهم ثقات، وإن مما لا شك فيه عند أهل العلم: أنه كلما كثر عدد الرواة عن الراوي؛ اطمأنت النفس إليه، وغلب على الظن استقامة حاله، ولذلك رأينا كثيرًا ممن تفرد ابن حبان بتوثيقه؛ وثقه بعض الذين نسبوه إلى التساهل، وفي الوقت نفسه صرحوا بجهالة كثير من ثقاته! كالحافظ الذهبي، وهذه حقيقة يشعر بها كل من مارس هذا العلم، وعرف أسباب التوثيق والتجريح، واختلاف مراتبهما، ولذلك قال السخاوي في "فتح المغيث" (١/ ٢٩٨):

"قال ابن رُشَيْد (١): لا فرق في جهالة الحال بين رواية واحد واثنين؛ ما لم


(١) هو محمد بن عمر بن محمد السَّبْتي الأندلسي المالكي؛ توفي سنة (٧٢٢). انظر "فتح المغيث" (١/ ٧٥)، و"شذرات الذهب" (٦/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>