قلتُ: وذلك لشواهدِهِ، وهي - أو غالبها - مخرجة في أبوابها المناسبة لها من كتابي "الإرواء" وغيره، ولا يتسع المجال هنا للإشارة إليها في هذا النوع من التعليقات المقتضبة كما هو ظاهر، وقد أحسن الشيخ شعيب في تخريجها من طرق تحت كل فقرة من فقرات الحديث في تعليقه على "الإحسان" (١٤/ ٥٠٠ - ٥١٠)، فأفاد وأجاد، جزاه الله خيرًا. وعلى خلافه الأخ الداراني؛ فإنه في الوقت الذي أطال النفس جدًّا - كما هي عادته - في تخريج الحديث، وبيان ضعف إسناده، وما قاله العلماء في راويه الذي دارت كل طرق مخرجيه عليه، حتى سوّد بذلك ست صفحات (٣/ ٧٩ - ٨٤) لا يستفيد منها عامة القراء شيئًا سوى أن الإسناد ضعيف! بينما هو أهمل العناية بما يهمهم وهو معرفة ما صح منه؛ فإنه ضرب صفحًا عن تتبع شواهده، بل إنه أوهمهم أنها قليلة جدًّا بقوله في آخر تخريجه: "نقول: غير أن لبعضه شواهد"! ثم ساق ستة منها في أقل من صفحة!! وهذا مما يبين الفرق بين الرجلين، أو التعليقين في هذا المجال - والحق يقال -، كما أنه لم يُعْنَ إطلاقًا بضبط نصه كما سترى. (٢) سقطت من طبعتي "الإحسان"؛ وهي ثابتة في "المستدرك" (١/ ٣٩٥)، و"سنن البيهقي" (٤/ ٨٩)، وقد أخرجاه بتمامه، ولم يستدركها الأخ الداراني وصاحبه على عادتهما!