لما أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس ليضربَ به ليجمع الناسَ إلى الصلاة؛ أطافَ بي من الليل وأنا نائم رجلٌ عليه ثوبان أخضران، وفي يدِه ناقوس يحمله، فقلت: يا عبد الله! أتبيع الناقوس؟ قال: فما تصنع به؟ قلت: أدعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلّكَ على خيرٍ من ذلك؟ قلت: بلى، قال: إذا أردتَ أن تؤذنَ تقول: الله أكبرُ الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أَشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول اللهِ، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبرُ الله أكبر، لا إله إلّا الله.
ثمَّ استأخر عني غير بعيد، ثمَّ قال:
تقول إذا أقمتَ الصلاة: الله أكبرُ الله أكبْر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله.
فلما أصحبتُ غدوتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
"إنَّها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى، قم فألق على بلال الذي رأيتَ فليؤذن؛ فإنّه أندى صوتًا منك".
فقمت إلى بلال، فجعلت أُلقي عليه ويؤذن بذلك، فسمع عمر صوتَه وهو في بيته على (الزوراء)، فخرج يجر رداءه فقال: والذي بعثَ محمدًا بالحق؛ لأُريتُ مثل ما رأى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: