للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طافَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته القصواء يوم الفتح، واستلم الركن بمِحْجَنه، وما وجد لها مُنَاخًا (١) في المسجد، حتّى أُخرجت إِلى بطن الوادي فأُنيخت، ثمَّ حمدَ الله وأَثنى عليه، ثمَّ قال:

"أَمّا بعد؛ أَيّها الناس! فإنَّ اللهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّة الجاهليّة (٢)، يا أَيّها الناس! إِنّما الناس رجلان: بَرٌّ تقيٌّ كريم على ربِّه، وفاجر شقي هيّن على ربِّه"، ثمَّ تلا: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} حتّى قرأَ الآية، ثمَّ قال:

أَقول قولي هذا، وأَستغفر الله لي ولكم".

صحيح - "الصحيحة" (٢٨٠٣).

[١١ - باب في غزوة حنين]

١٤٢٤ - ١٧٠٤ - عن جابر بن عبد الله، قال:

أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعلم بِخَبْءِ القوم الذين خَبأوا لنا (٣)، فاستقبلنا وادي (حنين) في عَماية (٤) الصبح، وهو واد أَجوف من أَودية (تهامة)، إِنّما ينحدرون فيه انحدارًا، قال: فوالله إنَّ الناسَ ليتتابعون لا يعلمون بشيء: إذ فجأتهم الكتائب من كلِّ ناحية، فلم ينتظر الناس أن انهزموا راجعين.


(١) المناخ: الموضع الذي تناخ - أي: تبرك - فيه الإبل، كما في "اللسان".
(٢) أَي: كبرها وفخرها ونخوتها، انظر "النهاية" (٣/ ١٦٩).
(٣) الأصل: (لا نعلم بمن يخبر بالقوم الذين خرجوا إلينا)! والتصحيح من "مسند أبي يعلى" (٣/ ٣٨٧)، ومعناه في "سيرة ابن هشام" (٤/ ٧١)، و"مسند أحمد"، وكان هناك أخطاء أخرى فصحّحتها من بعض هذه المصادر.
(٤) أي: في بقية ظلمة الليل. "نهاية".

<<  <  ج: ص:  >  >>