كنّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر (١)، فأَقبل أَعرابيّ، فلمّا دنا منه؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"أَين تُريد؟ "؛ قال: إِلى أَهلي، قال:
"هل لك إِلى خير؟ ".
قال: ما هو؟ قال:
"تشهد أنَّ لا إِله إلّا الله وحده لا شريك له، [وأنَّ محمدًا عبده ورسوله]؟! ".
قال: هل من شاهد على ما تقول؟ قال - صلى الله عليه وسلم -:
"هذه الشجرة"، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأَرض خَدًّا، حتّى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثًا، فشهدت أنّه كما قال، ثمَّ رجعت إِلى منبتها، ورجع الأَعرابيّ إِلى قومِه، وقال: إِن يتبعوني أَتيتُك بهم؛ وإِلّا رجعت إِليك فكنت معك.
صحيح - "تخريج المشكاة"(٥٩٢٥).
١٧٦٩ - ٢١١١ - عن ابن عباس، قال:
جاءَ رجلٌ من بني عامر إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ كأنّه يداوي ويعالجُ، فقال: يا
(١) الأصل: (مسير)، والتصويب من طبعتي "الإحسان"، ومنه صححت أخطاءً أخرى، والزيادة كانت في الأصل بين معكوفتين، وهي ثابتة في "الإحسان".