برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لئلّا ينال العدو منه غِرَّة! قال الذين استولوا على العسكر والنَّهْب: والله ما أَنتم بأَحق به منّا؛ هو لنا! فأَنزل الله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ...} الآية، فقسمه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُنَفِّلُهُمْ إِذا خرجوا بادئين: الربعَ، وينفلهم إِذا قَفَلُوا: الثلث.
وقال: أَخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وَبْرة من جنب بعير، ثمّ قال:
"يا أَيّها الناسُ! إنّه لا يحلُّ لي ممّا أَفاء الله عليكم [قدر هذه](١) إلّا الخمس، والخمسُ مردودٌ عليكم، فأدّوا الخَيْطَ والمِخْيَطَ، وإِيّاكم والغُلُول؛ فإنّه عار على أَهلِه يوم القيامة، وعليكم بالجهادِ في سبيل الله؛ فإنّه باب من أَبواب الجنّة، يُذهبُ الله به الهمَّ والغمَّ".
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الأَنفال ويقول:
"ليردَّ قويُّ المؤمنين على ضعيفهم".
صحيح لغيره - "تخريج فقه السيرة"(٢٣٤).
٦ - باب في أَسرى بدر
١٤١١ - ١٦٩٤ - عن علي بن أَبي طالب رضي الله عنه:
أنَّ جبريل عليه السلام هبطَ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال له: خَيِّرهم - يعني: أصحابه - في الأَسارى: إن شاءوا القتل، وإِن شاءوا الفداء، على أَن يقتل العام المقبل منهم عدتهم، قالوا: الفداء، ويقتل منّا عدتهم.
صحيح - "الإرواء"(٥/ ٤٨ - ٤٩)، "المشكاة"(١٩٧٣ - التحقيق الثاني).
(١) زيادة من طبعتي "الإحسان"، لم يستدركها الأربعة.