(٢) قلت: من تخاليط الشيخ شعيب التي ارتضاها لنفسه: أنه صحح إسناد الحديث لذاته، وهو يرى في بعض مصادره تصريح شعبة بأن أبا إسحاق السبيعي لم يسمعه من البراء، ويحتمل عندي أن هذا التخريج ليس بقلمه، ولا باطلاعه، وإنما بقلم بعض من كان يعمل تحت إشرافه من المبتدئين في هذا العلم، ولا سيما أنه قد قيل: إن الجزء الأول والثاني من "الإحسان" ليس من تحقيقه، وإنما من تحقيق الأخ الداراني؛ إلا أن هذا - مع كثرة أخطائه وغفلاته - قد أعل الحديث هنا بأنه منقطع، ونقل تصريح شعبة المشار إليه، لكن بقي هناك فائدة وهي أن هذا مثال من عشرات الأمثلة على أن ابن حبان لم يف بشروطه التي وضعها لكتابه "الصحيح"؛ منها أن لا يكون في الإسناد مدلس، وأبو إسحاق عنده مدلس كما صرح في "ثقاته" (٥/ ١٧٧)، وقد روى عنه أحاديث كثيرة بالعنعنة، فهو من الأدلة الكثيرة للرد على من زعم أنه وفى بشروطه، كالداراني هذا، انظر (المقدمة).