كانَ الناسُ إِذا نزلوا منزلًا؛ تفرقوا في الشِّعابِ والأَودية، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
"إنَّ تفرقكم في هذه الشعابِ والأَودية، إِنّما ذلكم من الشيطان".
قال: فلم ينزلوا بعد منزلًا؛ إِلّا انضمَّ بعضُهم إِلى بعض، حتّى لو بُسطَ عليهم ثوب لعمّهم.
صحيح - "الجلباب"(ص ٢٠٩)، "صحيح أَبي داود"(٢٣٦٣).
[٣٦ - باب الرأي في الحرب]
١٣٨٤ - ١٦٦٥ - عن عمرو بن العاص:
أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بعثه في ذات السلاسل، فسأله أَصحابه أن يوقدوا نارًا؛ فمنعهم، فكلموا أَبا بكر، فكلّمه [في ذلك]؛ فقال: لا يوقد أَحد منهم نارًا إِلَّا قذفته فيها، قال: فلقوا العدو فهزموهم، فأرادوا أَن يتبعوهم فمنعهم، فلما انصرفَ ذلك الجيش؛ ذكروا ذلك للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - وشكوه إِليه، فقال: يا رسولَ اللهِ! إِنّي كرهتُ أَن آذنَ لهم أَن يوقدوا نارًا؛ فيرى عدوهم قلّتَهم، وكرهت أَن يتبعوهم؛ فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، فحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمره.