انطلقت مع أَبي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا رأيته قال أَبي: مَن هذا؟ قلت: لا أَدري، قال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فاقْشَعْرَرْتُ حين قال ذلك، وكنت أَظنّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يشبه الناسَ! فإذا له وفرة بها رَدع من حنّاء، وعليه بردان أَخضران، فسلّمَ عليه أَبي، ثم أَخذَ يحدثنا ساعة، قال:
"ابنُك هذا؟ "؛ قال: إي وربِّ الكعبة، أَشهد به، قال:
" [أما] إنَّ ابنَكَ هذا لا يجني عليك، ولا تجني عليه"، ثمَّ قرأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {[وَ] لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ".
ثمَّ نظرَ إِلى السِّلْعةِ (١) التي بين كتفيه، فقال: يا رسولَ الله! إنّي كأَطَبِّ الرجال، أَلا أُعالجها؟! قال:
"طبيبها الذي خلقها".
صحيح - "الصحيحة"(٧٤٩ و ١٥٣٧).
(١) هي غدَّة تظهر بين الجلد واللحم، إذا غُمزت باليد تحركت. "نهاية".