هذا الرَّجل الذي كان فيكم، ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد [به] عليه؟ فيقول: أي رجل؟ [فيقال: الذي كان فيكم]؛ فلا يهتدي لاسمه؛ حتى يقال له: محمد، فيقول: ما أَدري! سمعت الناس قالوا قولًا، فقلت كما قال الناس! فيقال له: على ذلك حييت [وعليه مت]، وعليه تبعث إنْ شاء الله.
ثمَّ يفتح له باب من أَبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك من النار وما أَعدَّ الله لك فيها، فيزداد حسرة وثبورًا.
ثمَّ يفتح له باب من أَبواب الجنّة، فيقال له: ذلك مقعدك [من الجنة] وما أَعدَّ اللهُ لك فيها لو أَطعتَه، فيزداد حسرة وثبورًا.
ثمَّ يُضيَّق عليه قبره حتّى تختلف فيه أَضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله:{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
حسن - "التعليق الرَّغيب"(٤/ ١٨٨ - ١٨٩)، "أحكام الجنائز"(٢٧٢).
[٣٤ - باب الراحة في القبر وعذابه]
٦٥١ - ٧٨٢ - عن أَبي هريرة، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:
"إنَّ المؤمنَ في قبرِه لفي روضة خضراء، فَيُرْحَبُ له قبره سبعون ذراعًا، وينوَّر له كالقمر ليلة البدر، أَتدرون فيما أنزلت هذه الآية:{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}؟! ", قال:"أَتدرونَ ما المعيشةُ الضنكةُ؟ ".
قالوا: الله ورسوله أَعلم! قال:
"عذاب الكافر في قبره! والذي نفسي بيده؛ إِنّه يسلط عليه تسعة وتسعون تِنِّينًا - أَتدرون ما التنين؟ سبعون حية، لكلِّ حيّة سبع رؤوس -