كنّا نمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا على قبرين، فقام [فقمنا معه](١)، فجعل لونه يتغير، حتّى رَعَد كُمُّ قميصه، فقلنا: ما لك يا نبي الله؟! قال:
"تسمعون ما أَسمع؟! ".
قلنا: وما ذاك يا نبيّ الله؟ قال:
"هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا، في ذنب هيّن".
قلنا: مِمَّ ذلك [يا نبي الله]؟! قال:
" [كان] أحدهما لا يستنزه من البول، و [كان] الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة".
فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كلِّ قبر واحدةً، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟! قال:
"نعم، يخفف عنهما ما دامتا رطبتين".
صحيح - "التعليق الرَّغيب" (١/ ٨٧ - ٨٨).
٦٥٣ - ٧٨٥ - عن أَبي سعيد الخدري، قال:
بينما نحن في حائط لبني النجار مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على بغلة له، فحادت به بغلته؛ فإذا في الحائط أَقْبُرٌ، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
(١) هذه الزيادة وما بعدها من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها المعلقون الأربعة!