فهذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعلم ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها مَلَكَةٌ، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهديه؛ فيما يأمر به، وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه، ويحبه، ويكرهه، ويشرعه لأمته، بحيث كأنه مخالط للرسول - صلى الله عليه وسلم - كواحد من أصحابه. فمثل هذا؛ يعرف - من أحوال الرسول وهديه وكلامه، وما يجوز أن يخبر به، وما لا يجوز - ما لا يعرفه غيره، وهذا شأن كل متبع مع متبوعه؛ فإن للأخص به، الحريص على تتبع أقواله وأفعاله - من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه وما لا يصح - ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم، يعرفون أقوالهم ونصوصهم، والله أعلم". وما أحسن ما قاله بعضهم: أهل الحديث همو أهل النبي وإن ... لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا (١) أما التحسين؛ فلأن الحافظ ذكر له هنا في الحاشية طريقًا آخر عن يزيد بن رومان، عمّن أخبره، عن أبي ذر ... وطريقًا ثالثًا في "الفتح" (٢/ ٤٠٧ - ٤٠٨) فيه ابن لهيعة، واحتج به في مكان