أنَّ عمرَ بن الخطاب سُئلَ عن هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (١) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ...} الآية، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئلَ عنها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إنَّ اللهَ خلقَ آدمَ، ثم مسح على ظهره بيمينه، فاستخرجَ منه ذريةً فقال: خَلَقْتُ هؤلاءِ للجنّةِ، وبعملِ أَهلِ الجنّةِ يعملون، ثمَّ مسح على ظهره، فاستخرجَ منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنّار، وبعملِ أَهلِ النَّارِ يعملون".
فقال رجل: يا رسولَ اللهِ! ففيمَ العمل؟! فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
"إنَّ اللهَ إِذا خلقَ العبد للجنّة؛ استعمله بعملِ أَهلِ الجنّة، حتّى يموت على عملٍ من أَعمالِ أَهلِ الجنة، فَيُدْخله به الجنّة، وإِذا خلقَ العبد للنارِ؛ استعمله بعملِ أَهلِ النّارِ، حتّى يموتَ على عملِ من أَعمالِ أَهلِ النَّارِ، فيدخله به النَّار".
(١) هكذا قرأ على الجمع: نافع، وأبو عمرو، وابن عامر. وقرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي على الإفراد، وفتح التاء: {ذُرِّيَّتَهُمْ}، انظر "النشر في القراءات العشر" (٢/ ٢٦٣)، و"زاد المسير" (٣/ ١٧٣)، وغيرها من كتب التفسير والقراءات.