لا ينبغي الخلافُ في أن أولى الناس برعايةِ الأخلاق النبوية، وتمثُّلِ الآدابِ المصطفوية هم أهل السنة والجماعة من السلفيين، وغيرهم؛ إذ الأخلاقُ الحسنةُ ثمرةٌ مباركةٌ لشجرة الإيمان الباسقة، وفرعٌ مباشرٌ لأصلٍ ظاهرٍ ألا وهو العبودية لربِّ البرية، والتربية عمل الأنبياء، وسبيل الأصفياء والأولياء، وعمل ضخم لا يتم بدونه تغيير، ولا تنجح بغيره دعوة، وليس له غاية ينتهي عندها, ولا يستغني عنها الكبير، فضلاً عن الصغير, ولا المنتهي فضلاً عن المبتدي.
إلا أن الحقيقة الصادمة أن أكثر التيار السلفي المعاصر لا عناية لدى أكثريته بالتربية، ولا اهتمام لدى أفراده بالتَّزْكِيَةِ، فهو يفتقد المربِّينَ، ويعاني نقصًا في الرَّبَّانيين، وربما وُجِدَتِ التربية لدى بعض الطوائف المنضوية تحت راية السنة والجماعة بشكل أكمل مما هي عند المعاصرين من السلفيين!! ومما يرصده بعض المراقبين تغيُّرُ حالِ قلِّةٍ من رموز التيار من بعد خطاب الزهد والافتقار إلى حال جمع الدنيا والاستكثار، وانْتُقِدَتْ عليهم سلوكياتٌ خرجت عن حال الذِّلَّة علي المؤمنين والتواضع لرَّبِّ العالمين، إلى مخالفة أخلاق الرَّبَّانيين من الحرص على الجاه والمصلحة، ولو أدَّى ذلك إلى تحوُّلاتٍ منهجيَّةٍ، أو