[المبحث العاشر أولوية إيجاد التيار السلفي قطريا (أولوية الأولويات)]
سبقَ أن موقفَ التيارِ السلفيِّ تَذَبْذَبَ من العمل الجماعيِّ بمفهومه الحزبي، ما بين مبدِّعٍ له، ومتوقفٍ فيه، وقائلٍ بمشروعيته، ولقد أسهمتْ عواملُ كثير جدًّا في عدمِ اجتماعِ تلك المجموعاتِ السلفية، أو ائتلافهاِ بشكل يوحِّدُ توجُّهاتِها، ويجمعُ أشتاتَه, ولما حاولت بعضُ المجموعاتِ أن تمارسَ قناعاتِها بمشروعيةِ العملِ الجماعيِّ الحزبيِّ، واجهَهَا بعضُهم بسلاحِ المصادرةِ، أو التجريم، أو الاتِّهام بالتعصُّب بعد التحزب.
إلا أن الملحوظةَ الجديرةَ بالذكر في -هذا السياقِ- كانت ما جرى للأسماءِ الشرعيةِ التي تُطلق على النجاة، وسالكي سبيلها، كأهل الحديث، والسلفيين، ونحوهما من امتهان حزبيٍّ، أو تحكُّمٍ فيها، أو احتكارٍ لها بلسان الحال، أو بلسان المقال!
ولا يزال -وإلى وقت كتابة هذه الكلمات- النقاشُ محتدًّا بين فصائل التيار ذاته؛ حيث تلقى هذه المجموعات المنظمة عنتًا داخليًّا، ومحاولاتٍ لسحبِ بساطِ المشروعيةِ من هذه الأعمال السلفية، هذا بالإضافة إلى شخصياتٍ اعتباريةٍ داخل التيار السلفيِّ تُحْجِمُ عن تعاونٍ وتنسيقٍ مع مثل هذه المجموعات.
وعلى صعيدٍ آخَرَ؛ فإن التحزبَ التنظيميَّ يُغْرِي أعداءَ الداخلِ والخارجِ بمحاولاتِ تفتيتِ هذه الهياكِلِ والبِنَى التحتيَّةِ للأعمال