ومن الواقعية في الخطاب السلفي: التسديدُ والمقاربةُ عند التطبيق والمباشرة لأعمال الدعوة، وعند التقويم لنتائجها ومناشطها، وعند التخطيط لمستقبلها واستشراف آفاقها ورسم أهدافها.
وبمراعاة الواقعية في أهداف الدعوة ووسائلها وأساليبها تنضبط سيرتها، وتنتظم المصالح في مسالكها، ويتحقق الرشاد، وينتفي الاضطراب في مراحلها، والتعثر في مسيرتها.
على أن الواقعية ليس منها: الانحرافُ عن منهج الأمر الأول، تحت ضغط الواقع وثِقَلِ وطأته.
وليس من الواقعية: التنازلُ عن الثوابت، أو الأهداف، أو الغايات الشرعية، أو اليأس من تحقيقها، تحت مطارق الواقع الأليم.
وليس من الواقعية: الإخلالُ بمنهج الاستقامة الشخصية، والإزورارُ عن الربانية في الدعوة، أو تبريرُ الانحرافِ، بدعوى فقهِ الواقع والواقعية.
وليس من الواقعية: الافتتانُ بالبَهْرَجِ والزيفِ، والجنوحُ بالدعوة عن مسارِها الأصيل، لتأخذ طابعَ الكفاحِ السياسيِّ، أو الثورةِ الوطنيةِ، أو المعاركِ الحزبية، وغلبةِ الخطابِ بذلك، أو الاقتصارِ عليه، وذبولِ الجانبِ الاعتقاديِّ التربويِّ العلميِّ المنهجيِّ الرَّصينِ.