[المبحث الثالث أولوية الجهاد التربوي قبل الجهاد العسكري]
بالنظر إلى حال السَّعة والاختيار، وفي واقع التدافع الحضاريِّ والفكريِّ والأخلاقيِّ والاجتماعيِّ يأتي الجهادُ التربويُّ متقدمًا -في سُلَّم الأولويات- على جهاد الطلب العسكري، فمَنْ خان (حيَّ على الصلاة) خان -ولا بد- (حيَّ على الجهاد)، ومن سقط أمام المعاصي والموبقات، جدير بأن يسقط أمام الأعداء وفي المواجهات؛ قال الله تعالى:{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: ٧].
وطريق التمكين لهذا الدين، وإقامة دولة الإِسلام على الأرض يَمُرُّ -ولا بد- بإقامتها أولًا من خلال إقامة النفل بعد الفرض؛ قال تعالى:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}[الحج: ٤١].