السلفيون أصحاب دعوة عريضة للوحدةِ والاجتماع، والألفة والاتفاق، ومع هذا فإن التفرُّقَ والانقسام على أشُدِّهِ بين المجموعات السلفية المتفقة أصوليًّا وعقديًّا المختلفة جزئيًّا واجتهاديًّا! ويُعْتبَرُ نفيُ السلفية عن الآخرين، والغلوُّ في النظرة إلى الطائفة، أو المجموعة المتحزِّبة، من أظهر هذه الأسباب والمظاهر التي تدل على هذه السلبية، وتشير إليها.
وينضاف إلى ذلك تعصُّبٌ للرأي تارةً، وإعجابٌ به أخرى، مع حُبِّ الظهور الذي يَقْصِمُ الظهورَ أحيانًا ثالثة!
ويَشْتَدُّ الأمرُ إذا صَاحَبَ هذه الحالةَ سوءُ ظنٍّ بالآخَرِ (السلفيِّ)، أو إلقاءٌ للتهم جزافًا، ورفعٌ لسيف التبديع، وشهرٌ لسلاح التفسيق والتجريح، تحت دعوى النصيحة، أو استعلانًا بالتشهير والفضيحة!
فإذا قَلَّ حظُّ الخائضين في هذه الشئون من العلم، والحلم، والتثبت في النقل، انقلبت الأمورُ إلى فوضى تُغْرِي بالانفراد، وتحثُّ على الاعتزال داخل البيت السلفيِّ، طلبًا للبراءة، واغتنامًا للسلامة.