كان الغالب في السبعينيات على خطاب الوعظ السلفي هو التخويف الترهيب الشديد، وربما حمل على ذلك حالةُ الأمة من غلبة الغفلة، وانتشارُ الجهالة والبدعة، وتسلُّلُ الخرافة إلى العقول والأفئدة، وانتشرت في تلك الآونة -حول النار ونكالِها، وعن القيامة وأهوالِها، وعن القبور وعذابِها- كتبٌ وخطبٌ ومحاضراتٌ، وصار لونًا غالبًا على الخطاب السلفي بتجلِّياته المختلفة، وقد أثْمَرَ هذا الخطابُ في إقامةِ تلك الجموعِ، وإحداثِ صحوةٍ بين الشباب الجموح! إلا أن هذا الخطابَ سرعانَ ما انتُقِدَ من المراقبين تارةً، ومن الناقمين تارةً أخرى، وقد تعرَّضتْ رموز سلفية لحملات إعلامية صحفية جائرةٍ، وظالمة ومتهكمة!! لا سيما مع ارتفاع وتيرة المطالبة بإصلاح الخطاب المديني، وتجديد الطرح الإسلامي.
ولا شكَّ أن للتبشير والترغيب مجالَهُ، كما أن للترهيب والتخويف مجالَهُ، وقد صار الخطاب السلفي في التسعينيات أكثرَ تنوُّعًا وتوازُنًا بين بناءِ الإيمان, وإحياءِ الرَّبَّانية والتعليم والتربية، مع الترغيب والبشارة، والترهيب والنذارة.