والعلمانية الغربية، والمبدأ المسيحي (فصل الدين عن الدولة) وهذا هو التحدي الأيديولوجي الذي هو -في بعض جوانبه- أكثرُ أساسيةً من الخطر الذي شكلته الشيوعيةُ! ".
وإذا كانت الحروب والمواجهات العسكرية قد باءت بالفشل، ورجع أصحابها بِخفَّيْ حنينٍ؛ فإن ميدان الحرب على الإِسلام قد تَغَيَّرَ عند القومِ حين قالوا: "وإذا كانت الحرب على الإِسلام غيرَ ضرورية؛ فإن حربًا داخل الإِسلام هي ضرورية لتحويله إلى إسلام حداثي، ليبرالي، علماني، وإن الهدف من هذه الحرب داخل الإِسلام، هو تحويل التعليم الإِسلامي والخطاب الديني الإِسلامي إلى طريق (أتاتورك)(١٨٨١ - ١٩٣٨ م) الذي أجبر تركيا بإصرار شديد على أن تهجر ماضيَهَا! ". "فالمطلوب هو إحكام السيطرة على المدارس الدينية، وإعداد أئمة مستنيرين للمساجد؛ لترويج أفكار الغرب، وتشكيل الذهنية العربية لدى الجيل الجديد، وإعادة صياغته تجاه الصراع العربي الإسرائيلي! " (١).
"وبعد هذا (الإعلان) وعقب صدور هذه (الطلبات) و (الضغوط) و (الأوامر) الأمريكية، جاء دور العلماء الحضاريين من أبنائنا، الذين يَتَسَمَّوْن بأسمائنا، ويتكلمون لغتنا، والذين يمول الغرب
(١) "التطاول الغربي على الثوابت الإِسلامية"، د. محمَّد يسري، (ص ٥٩، ٦١)، "الخطاب الديني بين التجديد الإِسلامي والتبديد الأمريكاني"، د. محمَّد عمارة، (ص ٢٤)، وصحيفة الحياة (١٧/ ١٠/ ٢٠٠٣ م)، والأهرام القاهرية في (١٨/ ١٠/ ٢٠٠٣ م).