تتعدَّى حدودَ أتباعهم المتحَزِّبينَ معهم دون غيرِهِم! حتى تعدَّدت النسخ العلمية، والطبعات السلفية بتعدُّدِ المدارس -أحيانًا- وبتعدُّدِ الشيوخ أحيانًا أخرى!! ومما انتُقِدَ على كثير من المرجعيات العلمية والأكاديمية المعاصرة، وأَضْعَفَ أَثَرَهَا: انكفاؤُها على التعليم النَّمَطى، وانسحابُهَا من الشأن العامِّ، ومن صياغة المواقفِ من المستجدَّاتِ والنوازلِ العصريَّةِ؛ في حين تصدَّى لها بعضُ الدعاةِ والخطباءِ السلفيينَ وغيرِ السلفيينَ بغيرِ عُدَّةٍ، ولا مقوِّماتٍ إلا الشهرةَ أحيانًا! فرُبَّما تكلموا فأخطأوا! أو تكلموا فأساءوا وما أصابوا!! ومما وهَّنَ بناءَ المرجعيات: ما ابتُليَ به المسلمون من جماعةٍ -انتسبتْ إلى السلفية- لم تتحزَبْ على شيءٍ تحزُّبَهَا على النيلِ من العلماءِ والدعاةِ الأحياءِ والأمواتِ، فاشتغلَتْ بتتبع الزلَّاتِ، وتصيُّدِ الهفواتِ، وربَّما استباحَتِ اختلاقَ العثراتِ! وشقّتْ عن الصدورِ، ونَقَّبَتْ في النِّيَّاتِ!! وسامَتْ دعاةَ السلفية -في كلِّ مكانٍ وموقعٍ- خسفًا وبخسًا، وزادتهم عنتًا ورهقًا، وأوسعتهم شتمًا وسبًّا، إلا مَن كان على شاكلتهم، وسار على منوالهم! ومن عجبٍ -وعدلٍ معًا- أنَّ أصحاب هذه الفوضى غيرِ الأخلاقيةِ، وقع بعضُهُم في بعضٍ قدحًا وجرحًا! فصار إمامُ أهلِ السنة فيهم مبتدعًا!! والجزاءُ من جنس العمل! ولا يظلم ربك أحدًا!