للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخرج وعليه ملحفة معصفرة (١)؛ فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة، قال: هذه الساعة؟! قال: نعم! قال: فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج، فنزل حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة، وعجل الوقوف، فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق (٢).

والوجه منه: أن ابن عمر رضي الله عنهما أشار بذلك إلى ما جاءت به سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعمل به خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهما من بعده؛ فعلم منه أن ما قبل الزوال لم تأت به السنة، ولا شرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣).

٣ - ولأنه - صلى الله عليه وسلم - نزل بوادي نمرة في عرنة، وهي ليست


(١) الملحفة المعصفرة: هي الملاءة المبطنة أو المحشية التي يلتحف ويتغطى بها، جمعها: ملاحف. والملاءة: هي الريطة، جمعها: ملاء؛ وهي القطعة الواحدة من الثياب التي يؤتزر بها أحيانًا وترتدي أحيانًا والمعصفرة، أي المصبوغة بالعصفر، وهو نبت يهرئ اللحم الغليظ، يصبغ به.
انظر: القاموس المحيط (٥٦٧) (عصفر) لسان العرب (١٢/ ٢٥٠) (لحف) (١٣/ ١٦٧) (ملأ) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٣٠٠).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٠٢) كتاب الحج، باب التهجير بالرواح يوم عرفة (١٦٦٠).
(٣) انظر: كتاب الحج من الحاوي الكبير (٢/ ٦١٧).

<<  <   >  >>