كانت دون غيره من مُتَقدم الكتب؛ لأنه جَمعَ في التَقْفِيةِ بين إيراد الحديث مَسْرُوداً جميعه أو أكثره أو أقله، ثم شَرَحَ ما فيه من غريب، فيجيء شرحُ كل كلمة غريبة يشتمل عليها ذلك الحديث في حرف واحد من حروف المعجم، فترِدُ الكلمة في غير حرفها، وإذا تَطَلَّبها الإِنسان تَعِب حتى يَجدها، فكان كتابُ الهروي أقرب متناوَلاً، وأسهل مأخذاً، وإن كانت كلماته متفرقة في حروفها، وكان النفع به أتمَّ والفائدة منه أعمَّ .. ].
٤. عدم التزامه بالترتيب في الحرف الثالث، بل اكتفى بالحرف الأول والثاني.
٥. تضمن الكتاب بعض الاجتهادات اللغوية التي لايوافق عليها. (١)
٦. عدم التنبيه على الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وهذا تبع لمن سبقه، وعليه عامة من كتب في الغريب؛ لأن القصد هو شرح المفردة الغريبة، أما بيان الصحة والضعف فلها كتب أخرى، ولو أراد أصحاب الفن تمييز ذلك، لطالت الكتب كثيراً، نظراً لكثرة الأحاديث.
* * *
(١) ينظر «الزمخشري اللغوي وكتابه الفائق» د. العبيدي (ص ١٥٦)، وانظر كتاب «التأويل في غريب الحديث ... » د. السحيباني (ص ٥٤٥).