للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بارئاً»، أي: مُعافى. يقال: بَرَأتُ من المرض أبْرَأُ بَرْءاً بالفتح، فأنا بارِئٌ، وأبرأني الله من المرض. وغير أهل الحجاز يقولون بَرِئْتُ ـ بالكسرـ بُرْءاً.

ويبين الفصيح من اللغات أحياناً، يقول في حديث (١) «آمِرُوا النساءَ في أنفسهن» أي: شاوِروهُنَّ في تزويجهن. ويقال فيه: وامَرْتُه، وليس بفصيح.

يورد في شرح المادة الغريبة:

الشواهد القرانية، وقد يركن إلى بعض القراءات المتواترة أو الشاذة؛ ليُجلي المعنى الذي يذهب إليه في شرح غريبه (٢)

والشواهد الحديثية فيشرح الحديث بالحديث، مثاله: في مادة (حثل) يورد حديث (٣): «لا تقوم الساعة إلا على حُثالةٍ من الناس» ثم يقول: (الحُثالة الرديء من كل شيء). ومنه الحديث: «كيف أنت إذا بَقِيتَ في حُثالة من الناس» يريد: أراذلهم، ومنه الحديث: «أعوذ بك من أن أبقى في حَثْلٍ من الناس».

وفي مادة (دأل) يورد حديث خزيمة (٤): «إنَّ الجنة محظورٌ عليها بالدآليل». ويقول: (أي: بالدواهي والشدائدِ. وهذا كقوله: «حُفَّت الجنةُ بالمكاره»).

والشواهد الشعرية من ذلك قوله في مادة (بدر) في حديث المبعث «فرجَعَ بها ترجُفُ بوادِرُه». (٥) هي جمع بادِرَة، وهي: لَحْمَةٌ بين المَنكِب والعنق، والبادِرَة من الكلام الذي يسبق الإنسان إليه في الغضب. ومنه قول النابغة:


(١) «النهاية» (١/ ٦٦).
(٢) «النهاية» (٣/ ١٥٣)، (٤/ ٢٧٤).
(٣) «النهاية» (١/ ٣٣٩).
(٤) «النهاية» (٢/ ٩٥).
(٥) «النهاية» (١/ ١٠٦).

<<  <   >  >>