وكذا «مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار» لمحمد طاهر الصديقي الفَتَّني (ت ٩٨٦ هـ)، وقد سارَ فيه على منهج الترتيب الهجائي، وذكر في مقدمته (١) بأنَّ جعل كتاب «النهاية» أصلاً له، وأنه لم يغادر منه إلا ما نَدَرَ أو شاعَ بينهم وانتشر.
وممن استفاد منه أيضاً الزبيدي في «تاج العروس»، والفيومي في «المصباح المنير»، وغيرهم.
• قيمة الكتاب العلمية:
يُعتبر أجمع كتاب في غريب الحديث، كما ذكر السيوطي في «التذييل»(ص ٣٣)، وأنه هذَّب الكتب التي قبله، ورتبها، وأضاف عليها، وأنه يضيف الحديث إلى راويه في الغالب، أو إلى شهرته، أو لمن وقعت منه الحادثة، كما ذكر ذلك في المقدمة (١/ ١٢)، مع حسن ترتيبه، لتسهيل الوصول إلى المراد، وتثبُّته من ألفاظ الحديث بالرجوع إلى أمهات كتب السنة، خاصة مع عنايته بالحديث، وجمع متونه كما في كتابه الكبير ... «جامع الأصول».
قال أ. د. أحمد الخراط ـ وفقه الله ـ: (فمن خلال «النهاية في غريب الحديث والأثر» يستطيع المُراجِع أن يقف على مجمل الثروة اللفظية والمعنوية التي تناولَتْ أحاديث الباب، سواء منها ما وصلَنا من مصنفات مثل كتاب: ابن قتيبة، وأبي عبيد، والمديني، والزمخشري، أو ضاعت أصوله، فحفظ لنا كتاب ابن الأثير طائفة منها، من