للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن في العُثُور على طلبِ الحديث منه كُلْفَةً ومَشقةً، وإن كانت دونَ غيرِه مِنْ مُتَقدِّم الكتب؛ لأنه جَمعَ في التَقْفِيةِ بين إيراد الحديث مَسْرُوداً جميعُه أو أكثرُه أو أقلُّه، ثم شَرَحَ ما فيه من غريب، فيجيءُ شرحُ كلِّ كلمةٍ غريبةٍ يشتمل عليها ذلكَ الحديث في حرف واحد من حروف المعجم، فتَرِدُ الكلمةُ في غَيرِحَرْفِها، وإذا تَطَلَّبها الإِنسانُ تَعِب حتَّى يَجدها، (١) فكان كتابُ الهرَوِي أقربَ مُتَنَاولاً وأسهلَ مَأخذاً، وإنْ كانت كلماتُه مُتفرِّقَةً في حروفها، وكان النفعُ به أتمَّ، والفائدةُ مِنهُ أعَمَّ). (٢)

وقال الحافظ ابن حجر: (وكتابُه «الفائق في غريب الحديث» مِنْ أنفس الكتب؛ لِجَمْعِه المتفرِّقَ في مكان واحدٍ، مَع حُسْنِ الاختصار، وصِحَّةِ النَّقْلِ). (٣) وقال ابن حجرأيضاً: (وللزمخشري كتابٌ اسمه «الفائق» حَسَنُ الترتيب). (٤)


(١) ذكر محقِّقَا «الفائق» (١/ ٤) أن الزمخشري استدرك هذا بإشارته بعد كل فَصلٍ إلى الكلمات في المواضع التي وردَتْ فيها.
قلتُ: وقد تيسَّر ذلك أيضاً في الطبعة المحققة تحقيق البجاوي وأبو الفضل، من خلال الفهارس (٤/ ١٣٣)، ومنها: فهارس للألفاظ اللغوية مرتبةً.
(٢) «النهاية» (١/ ٩).
(٣) «لسان الميزان» (٨/ ٨).
(٤) «نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر» (ص ١٦٨).

<<  <   >  >>