وعندي أن عبارة د. الجبوري فيها نظر، وأنها تزهد في اقتناء الكتاب اكتفاء بكتاب ابن قتيبة، وماذا نقول عن النقل الكثير من الخطابي، ومن أبي عبيد، فهل هو نسخة منهما أيضاً؟ ! .وسبب هذه النتيجة بعد أن أجرى مقارنة بينهما، هو عدم فهمه لمناهج العلماء في التأليف، ومنها اعتمادهم على من كتب قبلهم، ونقل بعضهم من بعض، فيأتي المتأخر وينسخ كتب من سبقه، ويضيف إضافات كثيرة كانت أو قليلة، مع ترتيب أو اختصار (وهكذا نماءُ العلم)، ولم يزل هذا دأبهم في جميع الفنون، نعم يُحسب لمن أشار منهم في مقدمة كتابه إلى اعتماده كتابَ كذا وكذا، مع الاضافات والاستدراكات، كما فعل ابن الأثير مثلاً ..
وأقول: كيف يُعتبر الفائق نسخة أخرى من ابن قتيبة، تزهيداً فيه! مع وجود نقل كثير من غيره، وإضافات عديدة خاصة في المسائل اللغوية: نحوية، وصرفية، وبلاغية، وغيرها، وقد أقرَّ الجبوري بهذه الاضافات، مع إعادة الترتيب على الحروف الهجائية، وحذف الأسانيد، وهذا العمل داخل ضمن مقاصد التأليف المعروفة؟ ! نعم يُذكر من المآخذ عدم العزو عند النقل، أو الاكتفاء بإشارة في المقدمة، وهذا مالم يفعله الزمخشري.