للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسهيل الوصول لغريب الحديث الحديث من خلال الترتيب الهجائي.

وقد انتهى منه في (٤/ ٥١٦ هـ) كما ذكر في آخر كتابه.

[تأثره بمن قبله]

جاء «الفائق» بعد عدد من مؤلفات غريب الحديث: أبي عبيد، ابن قتيبة، الخطَّابي، الهرَوي في المجموع، واستفاد منهم كثيراً، بل نقل بالنص من ابن قتيبة، والخطابي، ولم يشر إلى ذلك، ولا أشار في مقدمته. (١)


(١) ممَّا حدَا بمحقق كتاب ابن قتيبة: د. عبد الله الجبوري إلى أن يقول بعد موازنة (١/ ٨١): إن الفائق نسخة أخرى من كتاب غريب الحديث لابن قتيبة. وقال محقق كتاب الخطابي: د. عبد الكريم الغرباوي (١/ ٣٨): أن الزمخشري نقل كثيراً من الأحاديث وشرحها وإن لم يصرح بذلك، ولكن عبارة الخطابي واضحة جلية …
وعندي أن عبارة د. الجبوري فيها نظر، وأنها تُزهد في اقتناء الكتاب اكتفاءً بكتاب ابن قتيبة، وماذا نقول عن النقل الكثير من الخطابي، ومن أبي عبيد، فهل هو نسخة منهما أيضاً؟! وسبب هذه النتيجة بعد أن أجرى مقارنة بينهما، هو غفلته عن مناهج العلماء في التأليف، ومنها: اعتمادهم على مَنْ كتبَ قبلهم، ونقلُ بعضهم من بعض، فيأتي المتأخر وينسخ كتب مَنْ سبقه، ويضيف إضافات كثيرةً كانت أو قليلةً، مع ترتيب أو اختصار وهكذا نماءُ العلم، ولم يزل هذا دأبهم في جميع الفنون، نعم يُحسب لمن أشار منهم في مقدمة كتابه إلى اعتمادِه كتابَ كذا وكذا، مع بيان الإضافات والاستدراكات، كما فعل ابن الأثير مثلاً ..
وأقول أيضاً: كيف يُعتبر الفائق نسخة أخرى من ابن قتيبة، تزهيداً فيه، مع وجود نقل كثير مِنْ غيره، وإضافات عديدة خاصةً في المسائل اللغوية: نحوية، وصرفية، وبلاغية، وغيرها؟! وقد أقرَّ د. الجبوري بهذه الإضافات، مع إعادة الترتيب على الحروف الهجائية، وحذف الأسانيد، وهذا العمل داخلٌ ضِمن مقاصد التأليف المعروفة؟! نعم يُذكر من المآخذ عدم العزو عند النقل، أو الاكتفاء بإشارة في المقدمة، وهذا مالم يفعله الزمخشري.

<<  <   >  >>