للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث الكوثر: (طِينُه المِسْكُ، ورَضْراضُه التُّوم»، يقول: «الرَّضْراض: الحصى الصِّغار، والتُّوم: الدُّرُّ). (١)

وحديثُه في المادة يختلف طُولاً وقصراً (٢)، فتجد في المادة اللغوية الواحدة عشرات النصوص من أحاديث الغريب، وذلك من مثل: هود، خلف، ركب، دين، دخل، سمع، وفي مقابل ذلك قد لا يتوافر في بعض المواد أكثر من حديث غريب واحد في المادة من مثل: رصح، رصغ، رتت، رتم، رثأ.

وقد يورد مادةً لغويةً ولا يذكر ضمنَها أيَّ حديث، وإنما يشير إلى تكرار ذكر لفظة معينة، فيتحدث عنها مفردةً، كقوله في «هَلُمَّ»: (قد تكرر في الحديث ذكر «هَلُمَّ» ومعناه: تعال، ومنه لغتان، فأهل الحجاز يُطْلقونه على الواحد والجميع والاثنين والمؤنث، بلفظ واحد مبني على الفتح، وبنو تميم تُثَنِّي وتجمع وتؤنث فتقول: هلُمَّ وهَلُمّي وهَلُمَّا وهَلُمُّوا). (٣)

وكقوله: «تكرر ذكر التوكل في الحديث، يقال: تَوَكَّل بالأمر إذا ضَمن


(١) «النهاية» (٢/ ٢٢٩)، وانظر: «منهج ابن الأثير في النهاية» أ. د. الخراط (ص ٢٦)، وتحقيق الخراط أيضاً ل «النهاية» (١/ ٣٥). ومنه استفدتُ كثيراً في وصف الكتاب.
(٢) قارن مثلاً بين المواضع الثلاثة (١/ ١٦٦)، و (٢/ ٣٥٣)، و (١/ ٣٧)، وانظر مقدمة تحقيق أ. د. الخراط ل «النهاية» (١/ ٣٧).
(٣) «النهاية» (٥/ ٢٧٢).

<<  <   >  >>