الزمخشري في مقدمته إلى شئ من هذا، حيث قال:(١/ ١٢): يعود لمقتبسه بالنصح ويرجع إلى الراغبين فيه بالنجح: من اقتضاب ترتيب سلمت فيه كلمات الأحاديث نسقاً ونضداً، ولم تذهب بدداً ولا أيدي سبا وطرائق قدداً، ومن اعتماد فسْر موضح وكشف مفصح اطلعت به على حاق المعنى وفص الحقيقة اطلاعاً مؤداه طمأنينة النفس وثلج الصدر، مع الاشتقاق غير المستكره، والتصريف غير المتعسف، والإعراب المحقق البصري الناظر في نص سيبويه وتقرير الفسوى ..
• ترتيب مواد الكتاب، ومنهجه في عرض المادة:
رتبه على حروف الهجاء، وخالف في موضع، فقدم الواو على الهاء، وهو ترتيب معروف أيضاً عند أهل اللغة، رتَّبه على الحرفين الأول والثاني فقط، ولم يرتب على الحرف الثالث كما فعل في «أساس البلاغة»، فالحرف الأول في الفائق هو الباب، ومثال الاخلال وعدم الترتيب في الحرف الثالث، ما أورده في باب الواو واللام (٤/ ٧٩): [وله، ولي، ولق، ولغ، ولول، ولي، ولث، ولد]
وعرضه للحديث يختلف طولاً وقصراً، فأحياناً يسرد الحديث كاملاً، وأحياناً يأتي بجزء منه، وغالب ما يكون إيراده الحديث بطوله، بسبب وجود عدد من المفردات الغريبة فيه، فيأتي عليها جميعاً، فيشرحها في موضع واحد .. مثل (١/ ٧٤ ـ ٧٨)، (١/ ٩٤ ـ ٩٩)، (٤/ ٦١)؛ وقد يأتي بجزء من الحديث ويذكر غريبه ولا يأتي بالحديث كاملاً مثل (١/ ٢٥١): حديث (نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيع حبل الحبلة)، وحديث صفة الدجال (رأسه حبك)، وحديث الاسراء (١/ ٢٧٠)، وانظر (١/ ٣٦٦، ٤٣٨، ٤٤٠).