فهذه الآية المذكورة دليل على صفة «القوة»، وليست دليلاً على صفة «اليد».
٢ - من الفروق بين مشيئة الله تعالى، ومشيئة العبد، أن مشيئة الله تعالى صفة له؛ وهي: نافذة، أما مشيئة العبد؛ فهي: مخلوقة ومقيدة، فقد يشاء العبدُ ما لا يكون، ويكون ما لا يشاء. وكلُّ شيء بمشيئة الله تعالى.
٣ - بين صفة (الرضا) و (المحبة) تقارب وتلازم، ولكن لا يلزم من التلازم وَحْدَهُ اتحاد المعنى، ولا يصح تفسير أحدهما بالآخر، ف (الرضا): ضد السخط، و (المحبة): ضد البغض والكراهة.
٤ - الله تعالى يوصف ب (المكر) و (الكيد)، وبينهما تقارب في المعنى، لكن ينبغي أن يقيد، فيقال:«يمكر بمن يستحق المكر»، وكذا (الكيد).
ووصف الله تعالى بهما على الحقيقة، فلا يصح ما يقوله بعض المفسرين:«إن المكر والكيد ينسب إلى الله تعالى على سبيل المشاكلة اللفظية، والمجانسة»(١)، أي: على سبيل المجاز.
ومطلق (المكر) ليس بممدوح ولا مذموم، ومكرُ المخلوق قد يكون ممدوحاً؛ إذا كان بمَن يستحق، وقد يكون مذموماً؛ إذا لم يكن كذلك، كما إذا كان على وجه الظلم والعدوان.
(١) انظر مثلاً: «تفسير البيضاوي» ١/ ١٦٦، و «تفسير أبي السعود» ٢/ ٤٢، و «التحرير والتنوير» ٣/ ٢٥٦.