للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعلى هذا؛ إذا كانت الروح مما يشار إليه ويتبعه بصر الميت، كما قال النبي : «إن الروح إذا خرج تبعه البصر» (١)، وأنها تقبض ويعرج بها إلى السماء؛ كانت الروح جسماً بهذا الاصطلاح.

يذكر الشيخُ هنا مسألة: هل الروح جسم أو ليست بجسم؟ ويبين أن إطلاق القول بأنها جسم أو ليست بجسم: لا يصح؛ لأن الجسم له معنى في اللغة، كما أن له معاني اصطلاحية متعددة غير معناه اللغوي، ولهذا تعيَّن الاستفصال عن معناه المراد إثباته للروح؛ حتى يعلم مدى صحته، أو فساده.

فالجسم في اللغة؛ هو: (الجسد والبدن)، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ﴾)، وقال تعالى: (﴿وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾)، وبهذا الاعتبار، وهذا المعنى لا يصح إطلاق الجسم على الروح؛ بل بينهما فرقٌ، ولهذا يقال: (الروح، والجسم).

وأما الجسم في اصطلاح أهل الكلام فله عدة معانٍ؛ منها:

١ - الموجود.

٢ - القائم بنفسه.

٣ - ما يقبل الإشارة إليه (٢).


(١) رواه مسلم (٩٢٠) من حديث أم سلمة .
(٢) «درء تعارض العقل والنقل» ١/ ٤٥ و ١١٩، و «شرح حديث النزول» ص ٢٤٣، و «مجموع الفتاوى» ٣/ ٣٠٧.

<<  <   >  >>