وكذلك من ضاهى هؤلاء؛ وهم الذين يقولون:«ليس بداخل العالم ولا خارجه»؛ إذا قيل لهم:«هذا ممتنع في ضرورة العقل»، كما إذا قيل:«ليس بقديم ولا محدث، ولا واجب ولا ممكن، ولا قائم بنفسه، ولا قائم بغيره».
قالوا:«هذا إنما يكون إذا كان قابلاً لذلك، والقبول إنما يكون مِنَ المتحيز، فإذا انتفى التحيز؛ انتفى قبول هذين النقيضين».
يقصد الشيخ أن بعض مَنْ نفى العلو مِنْ الأشاعرة قد ضاهى بحجته الجهمية، وذلك بالاحتجاج على عدم امتناع ما ذهبوا إليه بقولهم:«إنه لا داخل العالم ولا خارجه» بعدم القبول.
فإذا قيل لهم: قولكم: «لا داخل العالم ولا خارجه» ممتنع.
قالوا:«إن هذا ليس بممتنع؛ لأنه تعالى ليس بقابل؛ فإن نفي هذين النقيضين إنما يمتنع في القابل لهما، والقبول إنما يكون من المتحيز، والله تعالى ليس بمتحيز؛ فلا يكون قابلاً لهما، فلا يمتنع نفيهما عنه».
ويحتمل أن الشيخ يريد (بهؤلاء) طائفة الباطنية، وأن الذين قالوا:«إنه لا داخل العالم، ولا خارجه» قد ضاهوهم بسلب النقيضين.