أي: وبيان ما تقدم من أن ظاهر جميع نصوص الصفات مراد؛ وأن الظاهر هو ما يليق بالله تعالى ويختص به، كما هو قول أهل السنة والجماعة، مما يبين هذا:(أن صفاتنا منها ما هي أعيان) أي: متعينة متشخصة، و (أجسام)، والجسم؛ هو:«الشيء الكثيف»؛ كالبدن.
(وهي أبعاض لنا) أي: بعض منا، تقول: يد الإنسان بعضه، ووجهه بعضه، أو بعض منه.
ومن صفاتنا (ما هي معانٍ وأعراض) أي: معنوية لا تقوم بنفسها؛ كالعلم، والقدرة.
ولم يقل المسلمون لما أخبر الله تعالى عن نفسه بأنه ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم (٢٩)﴾ [البقرة]، وأنه ﴿عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير (١)﴾ [الملك]: (إن ظاهر هذا غير مراد؛ لأن مفهوم ذلك في حقه مثل مفهومه في حقنا)، بل قالوا:«إن ظاهر ذلك مراد؛ لأن مفهومه في حقه ليس كمفهومه في حقنا».
فصفاته لا يقال لها:«أعراض»، لأن العرض؛ هو:«الذي يعرض ويزول»، ولا يقال لها:«أبعاض»؛ لأن ذلك يشعر بالتجزؤ.
ومن نزه الله تعالى عن الأعراض والأبعاض من نفاة الصفات؛ فلا بد من مواجهته بالاستفصال؛ كما تقدم في حكم الألفاظ المجملة في «القاعدة الثانية»(١).