للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحيز، وكون العرض في الجسم … ) أي: أن (في) في كلِّ هذه التراكيب للظرفية، ولكن لكل تركيب خاصية يتميز بها عن الآخر.

فالشيء في المكان، يعني: أنه قد يتسع لغيره.

والجسم في الحيِّز؛ والحيز: ما شغله الجسم من الفراغ، وعلى هذا؛ فالحيز لا يسع غير الجسم المتحيز فيه.

والعرض في الجسم، يعني: أنه قائم به.

والوجه في المرآة، أي: صورته.

وهكذا صار لكل تركيب معنى يخصه، وأفادت (في) في كل تركيب معنى خاصاً.

وقول الشيخ: (وإن كنا إذا قلنا: إن الشمس والقمر في السماء يقتضي ذلك) أي: يقتضي أنهما في داخل السماء، وهذا يدل على أن الشيخ يذهب إلى ذلك (١)، وهذا مشهور عند المفسرين (٢).

والنصوص ليست صريحة في هذا؛ لأن لفظ (السماء) يحتمل السماء المبنية، والسماء بمعنى العلو، فالإخبار عن الشمس والقمر بأنهما في السماء ليس نصاً بأنهما داخل السماء.


(١) «مجموع الفتاوى» ٤/ ٢٧١، و ٦/ ٥٩٢ و ٥٩٧.
(٢) «تفسير البغوي» ٥/ ٣١٧، و «النكت والعيون» ٣/ ٤٤٦، و «المحرر الوجيز» ٥/ ٣٧٥، و «الجامع لأحكام القرآن» ١٧/ ٤٥١، و «البحر المحيط» ٨/ ٣٣٤، و «تفسير ابن كثير» ٨/ ٢٣٣، و «اللباب في علوم الكتاب» ١٩/ ٣٩٠، و «نظم الدرر» ٨/ ١٧١، و «فتح القدير» ٤/ ٥٢٠، و «روح المعاني» ١٦/ ١٢٩.

<<  <   >  >>