للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النصارى أن محمداً رسول إلى العرب خاصة، فهذا يقتضي تكذيبه في دعوى عموم الرسالة (١).

فمن جحد وجوب شيء من واجبات الإسلام التي أتى بها محمد من: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج؛ فليس بمؤمن، وإن شهد الشهادتين.

فهذه ثلاثة أوجه تدل على وَحدة دين الرسل، وأنه الإسلام:

الأول: أن حقيقة دعوتهم واحدة؛ وهي: حقيقة الإسلام.

الثاني: أن أولهم يبشر بآخرهم، ويؤمن به، وآخرهم يصدق أولهم، ويؤمن به.

الثالث: أن الإيمان بهم متلازم.

وقد ذكر المفسرون أن اليهود والنصارى لما ادعوا الإسلام أنزل الله تعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾؛ فقالوا: «لا نحج»؛ فقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين (٩٧)(٢).

فالاستسلام لله تعالى لا يتم إلا بالإقرار بما لله تعالى على عباده، ومن ذلك الحج.


(١) «الجواب الصحيح» ١/ ٢٦٦، وانظر: مناظرة نفيسة لابن القيم مع بعض علماء أهل الكتاب، وفيها جواب هذه الشبهة وغيرها، في: «الصواعق المرسلة» ١/ ٣٢٧، و «زاد المعاد» ٣/ ٦٣٩، و «هداية الحيارى» ص ٢٠٠.
(٢) رواه الشافعي في «الأم» ٣/ ٢٦٩، وسعيد بن منصور في «سننه» ٣/ ١٠٦٣، والطبري في «تفسيره» ٥/ ٥٥٥، عن عكرمة، ورواه البيهقي في «السنن الكبرى» ٤/ ٣٢٤ عن عكرمة ومجاهد، وانظر: «الدر المنثور»: ٣/ ٦٩٥.

<<  <   >  >>