للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستعانة: طلب العون من الله تعالى للقيام بشرعه؛ كما قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين (٥)﴾، وهذه الآية تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:

أما توحيد الربوبية؛ فيدل عليه قوله: ﴿وإِيَّاكَ نَسْتَعِين (٥)﴾، فإفراده بالاستعانة دليل على أنه هو الذي بيده التدبير والخلق وحده، وأنه المالك لكل شيء، وبيده الخير.

وأما توحيد العبادة والإلهية؛ فيدل عليه قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، فهو سبحانه المستحق للعبادة وحده دون سواه.

وأما توحيد الأسماء والصفات، فوجه دلالة الآية عليه، أن المعبود وحده، والمستعان وحده دون سواه؛ لا بدَّ أن يكون منعوتاً بأكمل النعوت، ومسمى بالأسماء الحسنى.

فيوحد الله تعالى بالعبادة والاستعانة، وقد كان النبي يقول عند الأضحية: («اللهم منك ولك») (١)، فقوله: «منك»؛ يدل على الربوبية، وقوله: «لك»؛ يدل على العبودية، والألوهية، والإخلاص.

فما لم يكن بالله؛ لا يكون؛ لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وما لم يكن لله؛ لا ينفع ولا يدوم (٢).


(١) رواه أحمد ٣/ ٣٧٥، وأبو داود (٢٧٩٥)، وصححه ابن خزيمة ٤/ ٢٨٧، والحاكم ١/ ٤٦٧ من حديث جابر ، وقال ابن حجر في «التلخيص» ٤/ ٣٠٢٨: فيه «أبو عياش لا يُعرف». وروي نحوه من حديث أنس، وأبي هريرة ، وانظر: «نصب الراية» ٣/ ١٥٢ - ١٥٣.
(٢) «جامع المسائل» ٦/ ١٠٩.

<<  <   >  >>