للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم انصرف الأعرابي، فغلبتني عيني فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقال: يا عتبي، الحق الأعرابي، فبشره أن الله قد غفر له.

وهذه الرواية قد عزاها الحافظ ابن كثير في "التفسير" (١/ ٥٢٠) إلى أبي منصور الصباغ في كتابه "الشامل"، ونقل المؤلف في كتابه (ص: ٧٧) عن شيخه عبد الله الغماري قوله:

"وهي حكاية غير صحيحة الإسناد".

قلت: والعجب مع ضعف هذه الحكاية، وجهالتها، وكونها مبنية على الرؤيا التي لا يثبت بها حكم شرعي، ولا يُقام على أساسها عبادة، كيف اغتر بها أبو محمد المقدسي، فذكرها وعمل بمقتضاها في "المغني" (٣/ ٥٥٨).

وقد استدل المؤلف، وقبله الغماري بهذه القصة على جواز التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وشد الرحال إليه، اعتمادًا عليها في تفسير الآية {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: ٦٤].

قال المؤلف (ص: ٧١):

(هذه الآية تشمل حالتي الحياة وبعد الانتقال، ومن أراد تخصيصها بحال الحياة فما أصاب، لأن الفعل في سياق الشرط يفيد

<<  <   >  >>