للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شعره المطهر يوم الحجِّ الأكبر، وكان إذا تنخم لا تكاد نخامته تقع إلَّا في يد رجل، فيدلك بها وجهه، ونحن فلما لَمْ يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل ألا تري كيف فعل ثابت البناني، كان يقبل يد أنس بن مالك، ويضعها على وجهه، ويقول: يد مست يد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... ".

قلت: وهذا والله كلام عجيب عظيم، لا ينبني على أصل شرعي، بل هو مدخل للبدع، وللمغالاة في القبور وأصحابها، فلا عجب أن نرى من يلتزم قبور الصالحين، ويقبل عتباتهم، ويتمسح بأضرحتهم.

فهذا هو الحجر الأسود على جلالته وفضله، لَمْ يقبله عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَّا لأنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبله.

وهذه هي الشجرة التي كان يجلس تحتها النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أمر عمر بقطعها، لئلا يُفتن بها النّاس.

وأما القبر النبوي الشريف فلو كان فيما ذكره الذهبي خير لما توانى عنه الصحابة، ولا التابعون، ولا أئمة الدين المعتبرون، وهل يُقاس مس رمانة المنبر التي باشرها النَّبِيّ بيده الكريمة - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ففاضت عليها البركات، ولا يزال عليها من الآثار النبوية، ومثلها

<<  <   >  >>