ومن ذلك: الريح والنار، يذكرونهما وهما مؤنثتان، وكذلك العرس، والصواب: تأنيثهما، أنشد أبو زيد:
إنا وجدنا عرس ... الحناط
لئيمة مذمومة ... الحواط
تدعي مع النساج ... والخياط
وكذلك القوس، أنثى كالعرس. إلا أنهما يصغران بغير هاء، تقول: قويس وعريس.
ومما شذ أيضا فلم تدخل الهاء في تصغيره، وهو مؤنث، قولهم في العرب: عريب، وفي الحرب: حريب، وفي درع الحديد: دريع، وفي ذود: ذويد. وكذلك الناب من الإبل، وهي المسنة، تصغيرها: نويب ونييب. وقالوا في تصغير خمس، وست وسبع وتسع، وعشر، بغير هاء لئلا يلتبس بخمسة وستة وسبعة وعشرة، إلا أن ستا أصلها سدس، فإذا صغرتها قلت: سديس، وقالوا: سديسة.
ومما يذكرونه وهو مؤنث: البئر، والدلو، والفأس، والكأس، والعكاز، والنعل، والسراويل، وهؤلاء كلهن مؤنثات. قال قيس بن سعد بن عبارة:
أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود
والخمر، الغالب فيها التأنيث.
والضحا مؤنثة، ويقالك ارتفعت الضحا، والضحا من طلوع الشمس إلى أن يرتفع النهار وتبيض الشمس جدًا. فأما الضحاء بالفتح والمد، فمذكر، هو من انقضاء الضحا إلى قريب من نصف النهار.