للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٢ - باب ما تأولوه على غير تأويله

من ذلك قول الله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذي قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون}.

يتوهمون الآية على العموم، وأن النصارى بخلاف اليهود والذين أشركوا، وأن الله قد مدحهم بأن منهم قسيسين ورهبانا. وليس كذلك إنما عنى الله عز وجل النجاشي ومن آمن معه، والدليل على ذلك قوله {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين}.

ونحو ذلك وله عز وجل: {يأيها الذي آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}.

يحتجون بهذه الآية على من يأمر بمعروف وينهى عن منكر، حتى عطلوا بذلك فرضا من فروض الله عز وجل ولا يعلمون أنها منسوخة بآية السيق، والمنسوخ لا يحتج به.

وروى عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد يقول: يا أيها الناس إنكم لتقرأون هذه الآية {والذي بعثني بالحق

<<  <   >  >>