وإنما هو جمع مصير، يقال: مصير ومصران، كما يقال: رغيف ورغفان. ثم يجمع المصران على مصارين، فالمصارين جمع الجمع.
وكذلك الطير يجعلونه واحدا، يقولون: اشتريت طيرا واحدا، واشتريت طيرين، أي اثنين من الطير، والطير إنما هو جمع لا واحد. والواحد طائر، والأنثى طائرة. تقول: اشتريت طائرا وطائرين.
قال الله عز وجل:{فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك} ثم يجمع الطير على أطيار وطيور، قال أبو حاتم، وربما قالوا: طائر وطوائر.
وكذلك الجنان، لا يعرفونه إلا البستان المفرد، وليس كذلك. إنما الجنان جمع جنة، كشنة وشنان.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملي جنانا".
وروى البخارى أن أم حارثة ابن سراقة لما قتل يوم بدر قالت: يا رسول الله قد عرفت منزلة ابني مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع؟ فقال: ويحك! أوهبلتِ؟ أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس.