للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والهوى لا يستعمل إلا في الشر، هذا قول أكثر أهل العلم، ويحتجون بقول الله، عز وجل {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى}.

وقال عروة بن أذينة أو غيره:

وإني لأهواها وأهوى لقاءها ... كما يشتهي الصادي الشراب المبردا

علاقة حب لج في سنن الهوى ... فأبلى وما يزداد إلا تجلدا

فقال: كما يستهي الصادي لما كان شرب الماء ليس من الشر، ولم يقل: كما يهوى.

ومن ذلك قولهم: اخترت من الغنم فلانة وفلانة.

وهذا إنما تقوله إذا كنيت عن بني آدم، فأما إذا كنيت عن البهائم، قلت: ركبت الفلانة، وحلبت الفلانة، بالألف واللام.

وكذلك قولهم أيضا: عزلت من الغنم أمهات الأولاد، غلط.

إنما يقال أمهات لبنات آدم خاصة. فأما البهائم فإنما يقال فيها: أمات، بغير هاء، قال الشاعر:

كانت هجائن مالك ومحرق ... أماتهن وطرقهن فحيلا

ومن ذلك: الاستحمام، يكون عندهم بالماء الحار والبارد.

وليس كذلك. إنما الاستحمام بالحار خاصة: فأما بالبارد فهو الابتراد والاقترار، والماء الحار يسمى الحميم.

قال مرقش:

في كل ممسى لها مقطرة ... فيها كباء معد وحميم

<<  <   >  >>