ولها في الفؤاد صدع مقيم ... مثل صدع الزجاج ليس يريم
يقولون: ولها في الفؤاد حب مقيم وذلك غلط. إنما هو صدع.
ومن ذلك قول ذي الرمة:
أقامت بها حتى ذوي العود والثرى ... وساق الثريا في ملاءته الفجر
يقولون: وقفت بها حتى ذوي العود في الثرى. وليس كذلك.
إنما الرواية: أقامت بها يعني أن هذه المرأة أقامت بهذه الدار، زمن الربيع، للرعي، فلما كان وقت طلوع الثريا وجفوف الثرى، وانقطاع المرعى، رحلت عنها ورجعت إلى مكانها. وكذلك كانت العرب تتجع المراعي في الربيع، وتقيم بالأماكن الخصيبة، فإذا أقبل الحر وصوح النبت رجع كل قوم إلى مكانها، واجتمعوا على مياهم.