والرسح، وهو قلة لحم الوركين، محمود في الرجال، مذموم في النساء وذم رجل رجلا للنعمان بن المنذر فقال: إنه لقعو الأليتين في كلام طويل، يعني أرسح، فقال له النعمان: أردت أن تذمه فمدحته.
قال رؤبة:
لله در الغانيات المده
سبحن واسترجعن من تألهي
يريد المدح.
وقال رجل من العرب لآخر: والله ما أنت بعظيم الرأس فتكون سيدًا، ولا بأرسح فتكون فارسا.
ومن ذلك: السفا، وهو خفة الناصية، محمود في البغال والحمير، مذموم في الخيل.
ومن ذلك: التواضع، من الغني للفقير محمود، ومن الفقير للغني مذموم. ويروى عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، طاعة لله عز وجل فقال بعض من حضره: إن هذا لحسن، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله، عز وجل، وقال بعض الشعراء:
شيئان لا أرضاهما خلقا ... تيه الغني ومذلة الفقر
وإذا غنيت فلا تكن بطرًا ... وإذا افتقرت فته على الدهر
ومن ذلك: التضمين، وهو عند الخليل: في الشعر من مقابحه، ومعايبه، وفي الغناء من محاسنه ومفاخره.