حدثت عن الحسين بن الفرج (١)، قال سمعت أبا معاذ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول: فى قوله تعالى {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} نزلت فى أبى لبابة وأصحابه، تخلفوا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك، فلما قفل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من غزوته، وكان قريبا من المدينة، ندموا على تخلفهم عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقالوا: نكون فى الظلال، والأطعمة، والنساء ونبى اللَّه فى الجهاد واللأواء، واللَّه لنوثقن أنفسنا بالسوارى، ثم لا نطلقها حتى يكون نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو الذى يطلقنا ويعذرنا، وأوثقوا أنفسهم، وبقى ثلاثة لم يوثقوا أنفسهم، فقدم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من
(١) هو: الحسين بن فرج، أبو على وقيل: أبو صالح ويعرف بابن الخياط. بغدادى، حدث فى الغربة، عن يحيى بن سليم وغيره قال يحيى بن معين ابن الخياط ذاك نعرفه يسرق الحديث فى الصغر وقال الخطيب فى تاريخه (٨٤ - ٨٦/ ٨) فيه ضعف قلت: لا يحتج بحديثه وقد ترجم له الحافظ فى لسان الميزان (٢٠٧/ ٢) وصاحب تاريخ أصبهان (٢٦٦ - ٢٦٧/ ١) والامام ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل، (٦٢ - ٦٣/ ١/ ٢) وقد أخرج الطبرى فى تفسيره (١٣/ ١١) هذه الرواية عن طريق العوفى وهذا طريق آخر ضعيف ولا تقوم به الحجة ولا يصلح أن يكون متابعا أو شاهدا لطريق العوفى المذكور. وقد انفرد بهذا الاسناد الامام أبو جعفر لان بقية المراجع من أهل التفسير لم تذكر هذه الرواية واللَّه تعالى أعلم بالصواب. وللقرطبى فى تفسيره (٢٤٢ - ٢٤٤/ ٨) تحت هذه الآية كلام جيد فارجع اليه فاستفد منه الدرر فى الاحكام.